مباشرة بعد عودة الملك محمد السادس من الجولة الافريقية قام جلالته بابعاد رئيس الحكومة السابق عبد الاه بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد ان استعصي عليه الامر و دخل في دوامة فارغة لمدة خمسة اشهر استنزف من خلالها صبر الملك و الشعب، فما هي الاسباب التي دفعت بجلالة الملك الى اتخاد هذا القرار ؟ وما هي ابعاد هذا القرار بعد خمسة اشهر من البلوكاج؟ ولماذا هذا الوقت بالذات ؟
على مر خمسة سنوات قضاها عبد الاله بنكيران رئيسا للحكومة عاشت البلاد موجات صعبة وقرارات مست بقدرة المواطنين الشرائية و المعيشية كللت جلها بالفشل و اشعال غضب الشعب الذي راى في حزب العدالة و التنمية انذاك بصيص امل في ظل الربيع العربي الذي كانت تعيشه بلدان الجوار مما ادى الى فقدان الثقة بين الشعب و رئيس الحكومة هذه الثقة التي لطالما قام جلالة الملك محمد السادس بتوطيدها الا ان التصريحات التي يخرج بها بنكيران وصفها البعض بالجريئة بينما البعض الاخر راى فيها نوع من التهور و الصبيانية تحدى من خلالها مرارا القصر كما قام الامين العام لحزب العدالة و التنمية بخرجات اعلامية كادت ان تدخل البلاد في صراعات ديبلوماسية صعبة خاصة تلك التصريحات المتعلقة بالتواجد الروسي في سوريا
والانقلاب الذي حصل مصر
والانقلاب الذي حصل مصر
كل هذا و ذاك زعزع من احقية عبد الاله بنكيران لقيادة الحكومة المغربية في المستقبل بعد ان صنع لنفسه اعداء اينما حل و ارتحل فما ان انتهت مشكلته مع الامين العام لحزب الاستقلال حميد شباط حتى شبت نار العداوة بينه و بين عزيز اخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للاحرار و لا ننسى الحرب الكلامية التي كانت تدور في قبة البرلمان بينه و بين اعضاء حزب الاصالة و المعاصرة ما جعل البرلمان الذي يعتبر المؤسسة التشريعية للبلاد مجرد حلبة لصراعات شخصية اقحم فيها عبد الاله بنكيران الشعب المغربي و افقد للبرلمان هبته التي يتميز بها
هذه الاسباب و غيرها كانت كافية لان يقوم جلالة الملك باتخاذ هذا القرار الحكيم وتفعيل مقتضيات الدستور التي تخول له ان يتدخل في مثل هذه الظروف